اهلا بك زائرنا الكريم نحن ندعوك للمشاركة معنا فى هذا المنتدى من اجل تنمية المعرفة والافكار والاستفادة اخى الكريم اذا اردت التسجيل رجاء تابع اللوحة بالضغط اسفله اخى الفاضل .
اهلا بك زائرنا الكريم نحن ندعوك للمشاركة معنا فى هذا المنتدى من اجل تنمية المعرفة والافكار والاستفادة اخى الكريم اذا اردت التسجيل رجاء تابع اللوحة بالضغط اسفله اخى الفاضل .
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  إلاسلام... إلايمان... إلاحسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد صلاح
المديــــر العـــام للمنتدى
المديــــر العـــام للمنتدى
محمد صلاح


عدد المساهمات : 295
تاريخ التسجيل : 22/12/2010
العمر : 33

 إلاسلام... إلايمان... إلاحسان  Empty
مُساهمةموضوع: إلاسلام... إلايمان... إلاحسان     إلاسلام... إلايمان... إلاحسان  Icon_minitime30.05.11 22:01

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]


عن عمر رضى الله تعالى عنه أيضا قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال : صدقت ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : صدقت ، قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال : فأخبرني عن الساعة ؟ قال : "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" قال : فأخبرني عن أماراتها ؟ قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان" . ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال : " يا عمر أتدري من السائل ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (1) رواه مسلم .
هذا الحديث

[ هذا الحديث تفرد به مسلم عن البخاري بإخراجه ، فخرجه من طريق كهمس ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر قال : كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر ، فوافق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنهما ـ داخلا المسجد ، فاكتنفته أنا وصاحبي ـ أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله ، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلى ـ فقلت : يا أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم ، وأنهم يزعمون ألا قدر وأن الأمر أنف ، قال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني برئ منهم ، وأنهم براء مني ، والذي يحلف به عبد الله بن عمرو لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال : حدثني أبي عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث بطوله ، ثم خرجه من طرق أخرى بعضها يرجع إلى عبد الله بن بريدة ، وبعضها يرجع إلى يحيى بن يعمر ، وذكر أن في بعض ألفاظها زيادة ونقصانا ، وخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق سليمان التيمي عن يحيى بن يعمر ] .

سبب ورود الحديث : ـ
لقد كان تعطش الصحابةـ رضوان الله عليهم ـ لمعرفة دينهم يحثهم على الإلحاح في سؤال الرسول عليه السلام حتى نزل قول الحق سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } [ المجادلة:12] تأديبا ربانيا لهم وملفتا انتباههم إلى وجوب مراعاة الأوقات المناسبة للزيارة والسؤال ، فأصبحوا يتحاشون أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل ليربيهم ويعلمهم أحكام شريعتهم وطريقة السؤال نفسه. كما كانت بعض النفوس تتطلع إلى معرفة الساعة وموعدها فجاء جبريل عليه السلام ليقطع أمل الآملين في ذلك .
دروس وعبر من كلام سيد البشر
ـ


العقائدية : ـ
1ـ إن تقدير المولى عز وجل للأمور كلها قبل خلق السموات والأرض فيه تحد بين للطغاة والملاحدة والمشركين الذين يدعون القدرة على كل شئ وبأيديهم أعناق الناس وآجالهم وسعادتهم وشقاوتهم . . لأن المقدر في الأزل لم يترك مجالا لقول قائل : خططت كذا مع الله ، أو فعلت معه كذا وكذا .
2ـ المؤمن الصادق قوي الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره ، هو ذلك الذي يسلم زمامه لربه فلا يتسخط ولا يلطم خده أو يشق جيبه عند ابتلاء الله له ، ولا يحتج على الله شأن بعض الجهال حيث يقول : ماذا فعلت يا ربي حتى أستحق كذا وكذا. . . . . ؟ أو حتى يقع بي هذا . . . ؟ أستغفر الله العظيم .
3ـ في هذا الحديث ما يفيد التحدي لأولئك الذين يدعون علم الغيب والإطلاع على كل شئ من المشعوذين والكهان والسحرة . . . . فهذه الآجال ، وهذه الساعة فهلا استطعتم إجلاء حقيقتها وأجلها ؟ !
علم السلوك : ـ
1ـ ليس الإيمان في لبس خشن الثياب وإرهاق النفس برياضات وإلزامها بمأكولات كما يلبس البعض على العامة ، قيل : إن الحسن جذب فرقدا فأخذ بكسائه وقال له : يا فرقد يا فريقد يا بن أم فريقد إن البر ليس في لبس هذا الكساء ، إنما البر ما وقر في الصدر وصدقه العمل.
وفي هذا المعنى أنشد الشيخ ابن الحاج في كتابه ( المدخل) :
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه ولا بكاؤك إن غنى المغنونا
ولا صياح ولا رقص ولا طرب ولا اختباط كأن قد صرت مجنونا
بل التصوف أن تصفو بلا كدر وتتبع الحق والقرآن والدينا
وأن ترى خاشعا ... مكتئبا على ذنوبك طول الدهر محزونا
ثم إن الإحسان بنوعيه مبين في هذا الحديث الشريف ، فمن طهر قلبه وزكى نفسه ، وامتاز بشفافية الروح ازداد تعبدا وخضوعا وطاعة ، لا كما تدعي بعض الطرقية المضللة وروج لها الزنادقة اليوم حيث يفسرون كلام الله ـ عز وجل ـ بما يرضى أهواءهم ونزواتهم وميولهم فيفسرون قوله تعالى : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [ الحجر : 99] ، ويدعون أن اليقين هنا ليس هو الموت ولكنه درجة سامقة في الإيمان ، وعليه فالمؤمن مأمور بالعبادات لغاية وصوله تلك المرحلة ، وساعتها يتحرر من جميع التكاليف والواجبات ؛ ولذلك يصنفون الذكر والذاكرين إلى مراتب ودرجات :
الأولى : هي لا إله إلا الله ، ثم يرتقي المريد درجة أعلى فيصبح ذكره بهذه الكيفية .
الثانية : حيث يختصر التهليل إلى : الله . . الله . . . مقتصرا على اسم الجلالة إلى أن يحظى بمنزل أرفع .
الثالثة : وساعتها يكتفي بذكر الضمير : هو . . هو . . آه . . آه . . مصحوبا بالترنح ، والتمايل على إيقاعات معينة متناسقة مع نقر للدفوف .. وتصفيقات .. { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } [ الأنفال : 35] . وليس له بعد ذلك إلا اليقين الذي تسلقه الأسياد والقياد ؛ لأن اليقين مسقط للتكاليف ناسخ للفرائض . . . ولا يصلها ـ أي درجة اليقين ـ إلا خواص الخواص . . الذين يعاقرون الخمرة وأي خمرة ؟ ! إنها . . . لا تكاد تلمسها أصابعهم حتى تنقلب إلى عسل مصفى أو ماء زلال . . . سبحان الله ؟!
ألا تبت ألسنة تموه على الأمة بهذا الدجل في عصر النور . . . !

الاجتماعية : ـ
" وأن تلد الأمة ربتها " . هذه الفقرة تدل بوضوح على انخرام القيم الاجتماعية ، وتشير إلى انقلاب خطير في مستقبل المجتمعات ( المنتسبة للإسلام) حيث يتسيد الأراذل ويستنسر البغاث . ولا رادع ، ولا قامع ، ولا مانع ، وتنقلب الموازين ولا مكانة حينئذ للدعاة ، ولا للعلماء ، ولا للصالحين الأتقياء ، ولا لذوي الخبرة والحنكة . هذه هي النقلة التي تعانيها أمة الإسلام اليوم .
حيث تهمش الخيرة من أبنائها ، ويقضى عليهم بالسجن والنفي ... والتعذيب والتنكيل . . . وتحديد الإقامة ، وينعم في بترولها ... ويعبث بخزائنها والأرذلون .
تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضان يرمى للكلاب
وعن حذيفة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع " (2).

السياسية : ـ
" وأن ترى الحفاة العراة العالة . . . . " .
1ـ إن تولى غير الأكفاء المؤهلين على أمر من أمور الأمة شئ غير طبيعي ولا منطقي ، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم ينصح مجتمعات العالم جمعاء والإسلامية على الخصوص إذا كانت هذه المجتمعات خيرة تريد أن تقاد إلى الخير، وأن تسمو إلى قمم الحضارة والقيم ، وأن تعيش عيشة الشرفاء الكرماء ترضي فيها ربها عليها أن تولي قائدا ربانيا !
وعلى هذا قس أي بلدة ، وأية جمعية ومؤسسة تريد ذلك أيضا ، وجب عليها ترشيح المناسب بذكائه وفطنته وذلك بعد إيمانه وخلقه ، وفكره والتزامه بالمنهج القرآني وتقلده المنصب المناسب فإن لم تفعل فلتنتظر الساعة ، ولتحصد الخراب ، ولترتقب الفشل وسوء العمل ، وصدق رسولنا إذ قال صلى الله عليه وسلم : " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " (3).
2ـ ثم إن امتلاك الحفاة العراة لمقاليد الحكم عن طريق المال لا يكون إلا عنوة أو خدعة حيث لا يرضى بذلك عاقل ، وهذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بواقعنا الحالي المعاش ، حيث الانقلابات العسكرية ، ومهازل الانتخابات المفبركة والتي لا تحيد عن 99 ، 99 % تفرز العديد من تلك النماذج ّ

الاقتصادية : ـ
" . . . وأن ترى الحفاة العراة " .
لقد مكن الاقتصاد الحر من اتساع الهوة بين الغالبية الساحقة المسحوقة من الشعوب الغربية ، وأرباب رؤوس الأموال وحقق للفرد ما سلبه للمجتمع ، فحظة الفرد في الرأسمالية بالتقديس المطلق ، وقد تقاس مكانته بمعيار أرصدته ، ومن ثم فليس له من سبيل لإبقاء مقامه إلا المال . . . والمال فحسب ، فيسعى للمراباة . . . والاختلاسات .. و . . . . . .. وهضم الحقوق والتحايل في أداء الواجبات .
أما النظام الاقتصادي الشرقي ( بل العبث الشيوعي) فلم يصمد قليلا حتى تداعى بعد أن وقع في مطب سالفه . فانقلب التقديس في منهجه من الفرد إلى الجماعة ، وأثرت طبقة الثراء الفاحش على حساب أخرى .. وعورضت سنة التسخير والتكامل وطغى الأغنياء المحدثون . . . !

النفسية : ـ
إن الإيمان بما قضى ربنا وقدر هو أكبر مهدئ نفسي يكسب المؤمن الراحة الداخلية والطمأنينة والقرار ، فإذا ما سعى في أي سبيل كان الدافع له هو الإيمان بالقضاء والقدر ، وإذا لم يتحقق له ما يريد أوكل ذلك إلى القضاء والقدر ـ أيضا ـ دون تفريط في الأسباب ، ومن هنا لا يداخله يأس ولا قنوط ولا قلق .

الفكرية : ـ
" وأن ترى الحفاة . . . يتطاولون في البنيان " . تشير هذه الجملة بالذات إلى مستوى الانحطاط الفكري عند هذا النوع من القادة وولاة الأمر ، فعوض التفكير في تحقيق وسائل النهوض بالأمة الإسلامية ، وإعمال الفكر وإمعان النظر في واقعها المرير لاستجلاء الأدواء ووصف الدواء ، عوض هذا ترى هؤلاء الرعاة يتسابقون في امتلاك القصور والدور الفاخرة في عواصم الغرب الصليبي ، بل وصل الأمر إلى شراء المتنزهات والخمارات . . . العائمة . . . ظنا منهم وزعما أن خزائنهم تغنيهم عن الفكر والتحضر ؛ لأنها تستجلب لهم المعدات الجاهزة ، وتوفر لهم نتاج الحضارة الصناعية المتقدمة .
وهم بهذا قد جنوا على الأمة جناية مركبة خطيرة حيث كبلوا العقول ، وأهملوا الحقول ، وأهدروا الطاقات ، ورهنوا مستقبلنا بمخابر الغرب ومصانعه، وانعكفوا على شهواتهم حتى الثمالة .

التربوية : ـ
أ ـ يؤكد علماء التربية على أن الطريقة الحوارية في التعليم أجدى بكثير من الطريقة الإلقائية القديمة ، ومن هذا الحديث الذي هو سؤال من جبرائيل عليه السلام ، وجواب من معلم البشرية عليه الصلاة والسلام نستخلص أهمية هذه الطريقة ، وسبق الرسول صلى الله عليه وسلم لعلم التربية ، وعلم النفس بقرون .
ب ـ إن السؤال عن موعد الساعة الغيبي يعد مضيعة للوقت وإجهادا للفكر فيما لا يجدي ، لهذا السبب صرف النبي صلى الله عليه وسلم وجهة نظر السائلين عن الساعة إلى ما هو أولى ، فعن أنس رضى الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ قال : " وما أعددت لها ؟ " قال : لا شئ إلا أني أحب الله ورسوله ، قال : " أنت مع من أحببت " (4) ، ومع هذه اللفات التربوية النبوية ، فإننا نجد خلافا كبيرا وكلاما كثيرا بين بعض المفسرين الأقدمين حول لون كلب الكهف ، وهدهد سليمان ، وناقة صالح عليهما السلام ، والسحاب الذي أباد الله به قوم عاد . . . و .. .

فقه الدعوة
ـ
1ـ على الداعية أن يحافظ على زي العلماء ولا يستهين به لما له من أهمية في التأثير حيث يضفي عليه الوقار والسكينة ، ويدخل في نفوس سامعيه الاحترام، قال ابن عبد السلام : لا بأس بلباس شعار العلماء ليعرفوا بذلك فيسألوا ، فإني كنت محرما فأنكرت على جماعة محرمين لا يعرفونني ما أخلوا به من آداب الطواف فلم يقبلوا ، فلما لبست ثياب الفقهاء وأنكرت عليهم ذلك سمعوا وأطاعوا ، فإذا لبسها لمثل ذلك كان فيه أجر ؛ لأنه سبب لامتثال أمر الله والانتهاء عما نهى الله عنه .
2ـ إن جلسة جبرائيل عليه السلام ، وطريقة مخاطبته للنبي صلى الله عليه وسلم كندائه باسمه : يا محمد ! . . . فيها تعليم للدعاة كيف يتحملون ويتواضعون ويحلمون على السائل ، وإن تجاوز ما ينبغي تجاههم من الاحترام والتقدير.
3ـ العالم بحق الذي يحترم علمه وشخصه هو الذي يقف عند حد علمه ولا يفتى إن سئل إلا بما علم وأيقن ، ولا يجد في نفسه حرجا أن يقول : لا أدري ؛ لأنه لا يضيره أساسا وقعها وصداها ، لا كما نجد البعض من نصبوا أنفسهم فقهاء يختلقون الفتاوى اعتباطا وليس لهم وازع أو ضابط .
4ـ نجاح الداعي في دعوته مرهون بصدقه ومراقبة ربه ، أي نعم ! ولكن هذا لا يجدي وحده ، بل يتوقف أيضا على فقهه ودرجة فهمه لما يدعو . فكم من أناس يدعون لما لا يعلمون . . . يدعون إلى تحيكم الإسلام وهم موقنون بنجاعته وقدرته على تحقيق العدالة الاجتماعية والرخاء والعزة . . . و . . . و . . . هذا شئ جميل ! ولكن كيف يحلل الإسلام ذلك ؟ لا يملكون تصورا واضحا عن أسس المجتمع الإسلامي ، وحكومته ، وسبل تكوينه . . وترتيب أولويات إقامته ... واقتصاده . . . وثقافته ... و . . . و . . . إذا فلا ينتظر من هذه اللهجة الخطابية والطرق الوعظية أن تعطي فهما حقيقيا للإسلام في حياتنا اليومية الواقعية . . . بل تمنى الأمة الأماني التي تقعسها عن الحركة وإرادة التغيير. وأما الذين يملكون هذه الأدوات الدعوية ثم لا يجيدون العرض ولا يحسنون الطرح ، ولا يتحينون الفرص ، فإنهم لا يقلون خطرا عن أولئك السابقين ، ومثلهم كمثل التاجر الذي لا يحسن عرض سلعته ولا يدري عن الإشهار والإعلان شيئا . أو كالذي يرافع على قضية عادلة وهو أبله مغفل لا يعي حيثيات الحكم ولا أساليب الدفاع . . . . لقد كان لزيارة جبرائيل وطريقة الجلوس والسؤال وقع كبير على الصحابة حيث لفت الانتباه ، وشد الأبصار وسلب الأذهان .

تطبيق
ـ
1ـ إذا كانت قمة الإيمان درجة الإحسان الأولى ، فإن أقواما معاصرين يدعون غير ذلك ، حيث يؤمنون بالحلول ـ أي : حلول الله تعالى في جلابيبهم ، وأرواحهم ، وأجسادهم ـ فيقول قائلهم : ما في جبتي غير الله ، أنا الله . . وأن أرواحهم لامست ذات الله العلية ـ أستغفر الله العظيم ـ واتحدت معه فصارا كيانا واحدا . والحلول الذي هو فكرة إلحادية وثنية أصلا تسللت إلى العقيدة النصرانية حيث يؤمن النصارى بحلول الرب في المسيح عليه السلام ، وكذا حلول المسيح في القربان الذي يقدمونه (الخبز) تسرب إلينا عبر الغلاة من المتصوفة الجهلاء بحقيقة العقيدة .
2ـ رغم ورود الآيات القرآنية العديدة في خصوصية علام الغيوب بموعد يوم القيامة ، فإن سؤال الملك للرسول صلى الله عليه وسلم جاء ليقطع دابر الأمل في النفوس المتطلعة إلى معرفة ميعادها وليصرفها عن الخوض في الأمور غير المفيدة ، ومع ذلك وجدنا في عصرنا هذا من يتخرص بعمر الكون ، ويتفذلك بحسابات ونظريات فارغة { قتل الخراصون . الذين هم في غمرة ساهون . يسألون أيان يوم الدين } [ الذاريات : 10 ـ 12 ] .
3ـ من الطبيعي أن الأراذل لا يتمكنون من استلام مقاليد الحكم وامتلاكهم لناصية الشعوب ، وتصرفهم في خزائنها إلا في غيبة أهل الفضل والعدل والصلاح والتقوى ، وتنحيهم أو تنحيتهم من الميدان ! وفعلا هو ذا الحاصل حيث لا نجد العلماء والدعاة إلا في أحد المواضع الثلاثة :
أولها : دهاليز القصور وحواشي الكراسي ، وهم الذين آثروا اتباع السلطان على القرآن ، وإرضاء الحكام على حساب الإسلام ، فدللوا على رأسمالية الإسلام للرأسماليين ، واشتراكيته لليساريين ، وجوزوا الربا للمرابين . . و . . و . . وسفك الدماء وانتهاك حرمات الأبرياء للاستبداديين ، ولا تعجب أن تسمع يوما بفتاوى تنصر الإسلام أو تهوده . . وهذا الصنف العجيب أنكى على الإسلام من الحكام !
ثانيها : وفريق ثان ألزم نفسه خويصتها وقبع في بيته يقيم صلواته ، ويرتل القرآن الكريم ، وعزاؤه الدعاء على الظلم والظالمين .
ثالثها : الزنازين وظلمات السجون . تلك هي أماكن الدعاة المخلصين الذين صدعوا بشجاعة لا للرعاع . . . لا للأراذل . . لا للئام .
ولم يرددوا مبدأ دارهم ما دمت في دارهم
وحيهم ما دمت في حيهم واضحك للقرد في دولته
بل شعارهم دوما : " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" !

------------------------------------------------
المراجع والهوامش
ـ
1ـ جلس إلى النبي : أي قدامه
الإيمان : لغة : مطلق التصديق ، وشرعا ـ كما ذكر في الحديث ـ : فهو التصديق بالأمور المذكورة .
ربتها : سيدتها ، وأحسن ما قيل فيها : إنه كناية عن العقوق .
الحفاة : جمع حاف وهو من لا نعل برجله .
العراة : جمع عار وهو غير مستور الجسد.
العالة : جمع عائل : أي الفقير.
يتطاولون في البنيان : أي يتباهون في ارتفاعه فخرا ويتكاثرون به .
مليا : أي زمانا طويلا .
2ـ رواه الترمذي .
3ـ رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة .
4ـ رواه البخاري ومسلم .
================================================== ====

الأربعون النووية : محمدتاتاى

المصدر
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إلاسلام... إلايمان... إلاحسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الاسلامية :: المنتــــــدى الاسلامــــــى العـــــــــام-
انتقل الى: